-->
Kayfa - كيف Kayfa - كيف
recent

آخر الإضافات

recent
random
جاري التحميل ...
random

من هو حسان بن ثابت ؟

حسان بن ثابت


هو شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، المنافح عنه الذي جعل نفسه وعرضه دريئة له، المؤيد بروح القدس ينفث في لسانه ما يدمي مشاعر القرشيين، ويجرح كبرياءهم. هو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو، ويمتد نسبه إلى النجار فالخزرج حتى يصل إلى عامر بن ماء السماء، ثم ينتهي إلى قحطان، فهو من بني النجار أخوال الرسول، وهو خزرجي، وفي عامر بن ماء السماء يلتقي باللخميين ملوك العراق وبالغساسنة ملوك الشام وأخيرا هو قحطاني.
وقد كثر فخر حسان بانتمائه إلى عامر بن ماء السماء الذي يلتقي فيه بمحمد وحيه من المناذرة والغساسنة أولئك الذين أفاضوا عليهم عطاياهم لأنهم جميعا فروع لأصل واحد.
وكنيته: أبو الوليد وأبو عبد الرحمن وأبو الحسام.
وأمه: الفريعة بنت خالد بن قيس وهي خزرجية كحسان.
وكان مولده قبل ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بثمان سنوات، وامتد عمره حتى مات في خلافة معاوية وعمره مائة وعشرون عاما.

ونشأ بين قومه من الخزرج وهم يخوضون مع الأوس في المدينة غمار معارك تعددت أيامها، واصطلى الجانبان بنيرانها، والعربي الذي يعيش بين غبار المعارك ودمائها أحد رجلين: محارب يحمل السلاح فيذود به، ويكسب مجدا ببطولته، أو شاعر يرسل القوافي تثير وتهدد، وتسجل المفاخر، وتذيع الأمجاد، ومن النوع الثاني كان حسان، ومكانة الشاعر في المعارك لا تقل عن مكانة الفارس، فالفارس ساعد القبيلة، والشاعر لسانها يصور مواقفها وأمجادها إذا كانت فيه الموهبة القادرة على التصوير، وكان حسان يختلس نفسه من ضجيج المعارك حينا فيشارك العرب اجتماعاتهم في سوق عكاظ يسمع ما تجود به العبقريات الشاعرة، ويسمع من فيه ما قاله في عامه من روائع يعتد بها في الفخر أو في غيره، وحينا يولي وجهه شطر الشام حيث ينسى بين ظلال نعماء الغساسنة آلام الحرب ومناظر الدماء التي تخلفها المعارك.
وعرف حسان كما عرف اليثربيون جميعا دعوة الإسلام بعد بيعة العقبة ولكنه لم يسلم إلا بعد هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة.
وحين دقت أسماعه أهاجي شعراء قريش للرسول غلت مراجل أحاسيسه، ورآه الرسول خير من يتزعم معركة الدفاع اللساني، فندبه لهذه المهمة ونصب له في مسجده منبرا فراح حسان يصب من فوقه حمم الهجاء على قريش وعلى من عبأتهم من الشعراء لهجاء الرسول.
شعر حسان في الإسلام
لم يقف حسان قصائد من شعره على الدعوة الإسلامية وحدها، ولكنه تكلم عن هذه الدعوة وأصولها وما اشتملت عليه في قصائد متفرقة في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام أو في مراثيه له ولغيره من الصحابة، أو في أهاجيه التي طعن بها قريشا أو بعضا من معاندي قريش.
وقد تأثر في شعره الإسلامي إلى حد كبير بالأساليب والمعاني القرآنية، وقد لا نكون مغالين إذا قلنا: إنه قمة شعراء الإسلام تأثرا بالقرآن.

قال من قصيدة يمدح بها الرسول عليه الصلاة والسلام:
أغر عليه للنبوة خاتم ... من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه ... إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعد يأس وفترة ... من الرسل والأوثان في الأرض تعبد
وأنذرنا نارا وبشر جنة ... وعلمنا الإسلام فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي ... بذلك ما عمرت في الناس أشهد
تعاليت رب الناس عن قول من دعا ... سواك إلها أنت أعلى وأمجد
لك الخلق والنعماء والأمر كله ... فإياك نستهدي وإياك نعبد
يقدم الشاعر الدليل المرئي على صدق نبوءة محمد صلى الله عليه وسلم في خاتم النبوة الذي وسمه الله به بين كتفيه والذي يعلمه الأحبار والرهبان بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء، ثم ذكر الشاعر تكريم الله لنبيه حيث ضم اسم النبي إلى اسمه في الشهادتين اللتين ينطق بهما المؤذن خمس مرات كل يوم كما كرمه باشتقاق اسمه من وصفه فالله محمود واشتق لرسوله من ذلك الوصف اسم محمد، وبين الشاعر أن الله أرسل رسوله بعد أن يئست نفوس المتأملين المتبصرين من الحنفاء في هداية هذه البشرية التي تخر هاماتها للأوثان وبعد فترة من الرسل، والشاعر في هذه المعاني متأثر بالأسلوب القرآن: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ} (المائدة: 19)
أنذر بالنار وبشر بالجنة، وعلم الناس الإسلام ورأى الشاعر أن هذا من النعم التي ينبغي أن يحمد الله عليها.
ثم أعلن الشاعر عبوديته للخالق، وشهد له بالربوبية، ونزهه عن دعوى المفترين فهو وحده الخالق المنعم والأمر لله وحده {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} (الأعراف: 54) وهو وحده المعبود.
في ظلال تلك المعاني الإسلامية عاش الشاعر بأحاسيسه وعقيدته متأثرا بدعوة الحق وبأسلوب القرآن فغير ما قدمنا نرى قوله: وأنت إله الناس ربي وخالقي قد تأثر فيه بقوله تعالى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي} (يس: 22) وقوله: تعاليت رب الناس عن قول من دعا سواك. . . فيه رد على المشركين الذين حكى القرآن إشراكهم في قوله: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} (الزمر: 3) وعلى اليهود والنصارى الذين حكى القرآن معتقداتهم في قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} (التوبة: 30) وقوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} (التوبة 31).
[مجلة البحوث الإسلامية]


التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

منتقى الفوائد

2017 - 2018