ما هي قصة أصحاب الأخدود بكمالها
ما هي قصة أصحاب الأخدود ؟
الصورة لموقع الأخدود بنجران بالسعودية (صورة من موقع ويكيبيديا)
قصة أصحاب الأخدود:
هذه القصة ليست قصة واحدة، فقد حدثت أكثر من مرة، في أكثر من بلد، وأكثر من زمن، لأكثر من قوم فتنوا في إيمانهم، في القديم والحديث، وما أكثر أمثالها في عالمنا المعاصر وغير المعاصر:
1- فقد عذب في الأخاديد قوم اتبعوا النصرانية في بلاد اليمن، وعلى هذا أكثر الروايات. 2- وعُذب قوم آخرون بالأخاديد في بلاد الحبشة.
3- وعذب قوم من بني إسرائيل بمثل عذابهم على يد بختنصر في أرض بابل بالعراق. أما الطـ ـغاة الذين عذبوا المؤمنين في الأخاديد فقد:
1- كان منهم: (يوسف، ذو نواس) بنجران.
2- وكان منهم (بختنصر) بالعراق
3- وكان منهم (انطانيوس الرومي، بالشام.
قال مقاتل: كانت الأخاديد ثلاثة: واحدة بنجران باليمن، والثانية بالشام، والثالثة بفارس أما التي بالشام، فهو انطانيوس الرومي، وأما التي بفارس فهو بختنصر. وأما التي بأرض العرب فهو: يوسف ذو نواس فأما التي بفارس والشام، فلم ينزل الله فيهم قرآن، وأنزل في التي كانت بنجران).
وقصص الأخاديد كثيرة في التاريخ.
والتعـ ـذيب بالحـ ـرق بالنار طريقة قديمة، ومنها: نار إبراهيم عليه السلام.
وممن حرق بالنار دون شق الأخاديد (عمرو بن هند التميمي) فقد حرق مئة من بني تميم بالنار.
قال ابن كثير بعد أن ذكر جملة من الروايات ويحتمل أن ذلك وقع كثيرا في العالم، كما قال ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن جبير:
1- كانت الأخدود في اليمن زمان تُبّع.
2- وفي القسطنطينية، زمان قسطنطين، حين صرف النصارى قبلتهم عن دين المسيح والتوحيد، فاتخذوا أُتونا، وألقوا فيه الذين كانوا على دين المسيح والتوحيد.
3- وفي العراق في أرض بابل، كان بختنصر، الذي وضع الصنم، وأمر الناس أن يسجدوا له، فامتنع دانيال وصاحباه، فأوقد لهم أتونا، وألقي فيه الحطب والنار، ثم ألقاهم فيه، فجعلها الله عليهم بردا وسلام، وألقى فيها الذين بغوا عليه، وهم تسعة رهط، فأكلتهم النار.
وهذه أربع روايات من الروايات التي وردت في قصص أصحاب الأخدود:
الرواية الأولى: أن ملك فارس شرب خمرا ووقع على أخته وهو سكران، فلما أفاق قال لها: ويحك، أين المخرج؟ فقالت له: أجمع أهل مملكتك، فأخبرهم أن الله عز وجل قد أحل نکاح الأخوات والبنات، فإذا مضى ذلك في الناس وتناسوه، خطبتهم مرة ثانية فحرفته، ففعل ذلك، فأطاعه أناس، وعصاء آخرون، فأبوا أن يقبلوا ذلك منه، فشق لهم أخاديد طويلة كالخنادق في الأرض، وأوقد فيها النار، وقذف فيها من أبى ذلك، وكان هذا الملك مجوسياً، أراد أن يحلل نکاح المحارم بين الناس).
الرواية الثانية: عن علي ع أن أهل الأخدود كانوا بمزارع باليمن، وأن الذي شق الأخاديد هو ملك حمير، حيث اقتتل مؤمنوهم ومشرکوهم، فغلب مؤمنوهم على کفارهم، ثم اقتتلوا، فغلب الكفار المؤمنين، فخدوا لهم الأخاديد وأخرقوهم فيها.
وقيل: إنهم كانوا من الحبشة، وفيهم كانت المرأة المؤمنة التي قادها الزبانية إلى الأخدود، فتقاعست قليلا من أجل ولدها، فقال لها الطفل: امض إلى الأخدود، واثبتي فأنت على الحق، فاقتحمت النار !!
الرواية الثالثة: وهي القصة التي أشار إليها القرآن الكريم، وقد جرت هذه القصة في نجران، وهي أن الملك ذو نواس، كان له كاهن أو ساحر، وكان للساحر تلميذ اسمه
عبد الله بن الثامر) فكان إذا مشى إلى الكاهن، وجد في طريقه ضؤمعة فيها راهب، يعبد الله تعالی علی دین عیسی علیه السلام قبل رسالة محمد وكان يقرأ الإنجيل، وظهر ل (عبد الله بن الثامر) کرامات، وكلما ظهر له كرامة اتبعه عدد من النصارى، فكثر المتنصرون في نجران.
وبلغ هذا الأمر الملك ذا نواس، وكان يهودية، وكان أهل نجران مشركين، يعبدون نخلة طويلة، فقـ ـتل الملك الغلام، وقـ ـتل الراهب، وأمر بشق أخاديد، وجمع الحطب لها، وأمر بإشعال النار فيها، وعرض أهل نجران على النار، فمن رجع عن التوحید ترکه، ومن ثبت على الدين الحق قذفه في النار، حيث سار إليهم ذو نواس بجنده، فدعاهم إلى اليهودية، وخيرهم بينها وبين القتل، فحرق بالنار في الأخاديد من لم يدخل في اليهودية، وقتـ ـلـ ـهم بالسـ ـيـ ـف، ومثل بهم، حتى قــ ـتل منهم قريبا من عشرين ألفا).
قصة الأخدود في السنة
ولعل هذا مجمل لما رواه صهيب به عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ملكا كان له ساحر، فلما تقدم السن بالساحر، طلب من الملك أن يعطيه غلاما يعلمه السحر.
وكان بين الملك والساحر راهب، كان الغلام يجلس إليه ويعجب به، ويلقى الأذى بسبب ذلك من الساحر ومن أهله، فرأى الغلام في طريقه ذات يوم دابة عظيمة قد سدّت الطريق وحبست الناس، ولم يستطيعوا اجتيازه، فأخذ الغلام حجرا، وقال: اللهم إن كان أمر هذا الراهب أحب إليك من أمر الساحر، فاقتل هذه الدابة حتى يمر الناس، ورماها بحجر فقتلها.
فأخبر الراهب بذلك، فقال له: أنت أفضل مني، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي، وقد أيد الله الغلام ببعض الكرامات، فكان يبرىء الأكمه والأبرص، وسائر الأدواء
وكان للملك جليس أعمى، فأتى الغلام بهدايا كثيرة، وقال له: اشفني، قال الغلام: إنما يشفي الله عز وجل، فإن آمنت به دعوت الله فشفاك، فآمن، فدعا الله فشفاه.
ثم إن الملك سأله: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي، قال: أولك رب غيري؟ قال: نعم، ربي وربك الله، فلم يزل يعذبه حتى دله على الغلام، فعذبه.
ثم دله على الراهب، فأتي به، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه.
وقال للأعمى: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار في مفرقه أيضا.
وقال للغلام: ارجع عن دينك، فأبى، فبعث به مع نفر من جنده يقذفونه من ذروة الجبل إن لم يرجع عن دينه، فلما علوا به الجبل قال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل وماتوا جميعا.
ورجع الغلام إلى الملك، فبعث به مع نفر من جنده إلى البحر، وقال لهم: ألقوه في لجة البحر إن لم يرجع عن دينه، فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت، فأغرقهم الله جميعا، فرجع الغلام إلى الملك وقال له: إنك لست بقاتلي حتى تجمع الناس في صعيد واحد، وتصليني على جذع، ثم تأخذ سهما من كنانتي وتقول: باسم الله رب الغلام، فإن فعلت ذلك قتلتني، ففعل، ومات الغلام، فقال الناس: آمنا برب الغلام.
فلما آمن الناس كلهم، شق الملك أخاديد في أفواه السكك وأضرم فيها النيران، وقال: من رجع عن دينه فدعوه، ومن لم يرجع أقحموه فيها، فكانوا يتعادون ويتدافعون، فجاءت امرأة بابن لها ترضعه، وتقاعست أن تلقيه في النار، فقال الصبي: اصبري يا أماه، فإنك على الحق.
قيل: إن هذا الغلام وجد في زمن عمر مدفونا ويده على صدغه، كلما ژفعت خرج الدم من جرحه، وإذا تركت أعيدت على الجرح وهذه الرواية تفصيل لما أجملته الرواية الثالثة.
الرواية الرابعة: جاءت عن الربيع بن أنس، أن أصحاب الأخدود، كانوا قوما في زمن الفترة، وذلك أنهم لما رأوا ما وقع في الناس من الفتنة والشر، وصاروا أحزابا، اعتزلوا الناس، وأقاموا على عبادة الله وحده، فسمع بخبرهم أحد الجبارين، فأرسل إليهم، يأمرهم بعبادة الأوثان، وإلا قتلهم، فأبوا فحفر أخاديد، وقال لهم: اختاروا هذه النار، أو عبادة الأوثان، فقالوا: هذه النار أحب إلينا.
وكان فيهم نساء وذرية، ففزعت الذرية، فقال لهم: لا نار بعد اليوم، فقبض الله أرواحهم، بأن بعث عليهم ريحة قبضتهم من قبل أن يمسهم حرها، وخرجت النار من مکانها، وأحاطت بالجبارين على جانبي الأخدود، فأحرقهم الله بها، وفي ذلك أنزل الله الآيات.
التعاليق