-->
Kayfa - كيف Kayfa - كيف
recent

آخر الإضافات

recent
random
جاري التحميل ...
random

كيف تعالج سرعة الغضب؟

كيف تعالج الغضب ؟


يجب التنبيه أولا إلى أن طبع الإنسان بشكل عام وفطرته تأبى وترفض الظلم والأذى، بل هذا حتى في الحيوان، فإذا تعرض شخص ما للإيذاء، فإنه يدفعه أو قد يؤدي به الغضب إلى الانتقام من المؤذي له.
والغضب أمر طبيعي فطري في الإنسان، ولذلك ليست المشلكة في الغضب، وإنما في الإفراط في الغضب، أو الإفراط في رد الفعل الناتج عن الغضب، أو سرعة الغضب، أو الغضب من أمور لا يُستحق حتى الالتفات إليها. وهذه الصفات هي ما يجب على الإنسان أن يعالجها.

الوقاية: 

 وتحصل الوقاية من الغضب قبل وقوعه باجتناب أسبابه، ومن هذه الأسباب التي ينبغي لكل مسلم أن يطهر نفسه منها: الكبر، والإعجاب بالنفس، والافتخار، والتيه، والحرص المذموم، والمزاح في غير مناسبة، أو الهزل وما شابه ذلك.

العلاج:

العلاج أن يتثبت الغضبان ويغير حاله؛ فإن كان ناطقا سكت، وإن كان قائما قعد، وإن كان قاعدا اضطجع..  وإن خرج في الحال عن المكان وبَعُدَ عن المغضوب عليه كان أصلح له.
ثم يتفكر في فضل كظم الغيظ، فقد مدح الله سبحانه الذين يكظمون غيظهم عندما يغضبون فقال: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ. واللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ}.

وقال سبحانه: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ. ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ , وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ. إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

وفي الصحيح أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مراراً قال: تغضب.
وقال صلى الله عليه وسلم: ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عن الغضب.
وقال صلى الله عليه وسلم: " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع".
وقال عليه الصلاة والسلام: " إذا غضب أحدكم فليسكت".

وعن معاذ بن جَبَل، قال: استبَّ رجلانِ عندَ النبي-صلى الله عليه وسلم-، فغضبَ أحدُهما غَضَباً شديداً، حتى خُيِّلَ إليَّ أن أنفَهُ يتمزَّعُ مِن شدَّة غضبه، فقال النبيَّ- صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلَمُ كلمةً، لو قالها لذهبَ عنه ما يَجِدُ من الغَضَبِ"، فقال: ما هِيَ يا رسولَ الله؟ قال:" يقولُ: اللَّهُمَ إني أعوذُ بِكَ مِن الشَّيطان الرجيم"، قال: فجعل معاذٌ يأمرُه، فأبى ومَحِكَ وجعلَ يزدادُ غضباً 

وليعلم الغضبان أنه إن لم يسكن غضبه، فإنه قد يصدر عنه نكاية أو مصيبة يندم عليها إما في نفسه أو في المغضوب عليه، فكم ممن غضب فقتل أو جرح او كسر عضو ولده وبقي الدهر نادما على ما فعل. وقد يؤذي نفسه بما يؤدي بها إلى الهلاك.

ومن العلاج أن يتصور الغضبان حاله عند الغضب، ثم يتصور حاله عند السكون، فحينئذ يعلم أن حالة الغضب حالة جنون وخروج عن مقتضى العقل.

وليعلم كذلك أن بعض الأمور التي يغضب بسببها حقيرة، يمكنها تجاهلها ببساطة، وقد يكون التجاهل في هذه الحالة هو الرد القوي على من أغضبه. 

ويروى أن سلف المسلمين كانوا إذا غضبوا، غفروا وصفحوا طلبا لفضيلة العفو، وكظم الغيظ، ومنهم من يرى السبب في إغضابه ذنوب نفسه. ومنهم من يرى أن مُخْتَبَرٌ.

ولا ينبغي للغضبان على الشخص أن يعاقبه في حال غضبه، وإن كان مستحقا للعقوبة؛ بل يمهل حتى يسكن الغضب لتكون العقوبة بمقدار الإساءة، لا بمقدار الغضب. ولذلك منع القاضي من أن يقضي بين الناس وهو غضبان.

إذا كان الشخص يمر بظروف نفسية أو عصبية تدفعه للغضب فيجب عليه أن يعمل جاهدا لمعالجتها.



التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

منتقى الفوائد

2017 - 2018